نشرت تحت تصنيف طاقة اللغة العربية

الرقم 1 و2 و3 في اللغة العربية – 3

Geometric shapes resulting from joining random dots over a graded background.

بسم الله

أهلا بكم في “مدونة لام” لعرض فكرة بسيطة لها آثار عظيمة في فهم مدلول الرقم 3 في اللغة العربية.

للأرقام 1 و2 و3  دلالات جميلة جدا في اللغة العربية وبلاغتها ، عرضت منها في المدونتين السابقتين دلالة الرقمين 1 و2 ، واليوم إن شاء الله أعرض فكرة بسيطة عن الرقم 3 .

أدعوكم أن تنضمّوا إليّ وأنا أنظر إلى اللغة العربية نظرة هندسية (كما في الشكل أعلاه).  والمعين على ذلك هو الرقم 3 الذي هو في الواقع رقم العلاقات ، والعلاقات المتزايدة إلى ما لا نهاية.

فالخط الذي يصل بين نقطتين يقيم علاقة محدودة تتأرجح بين هاتين النقطتين دون تغيير أو إضافة.

أما إذا أضفنا نقطة ثالثة في أي مكان أعلى أو أسفل هذا الخط ، فإن مجال العلاقات يتّسع أولا ، ثم ينتج عنه تحرّك شبه دائري من نقطة إلى نقطة في المثلث.

ثم إذا اعتبرنا أن أي خط هو مجموعة من النقاط المتلاصقة ، فإن مجال العلاقات مع النقطة الثالثة قد يصل إلى ما لا نهاية.  وهذا يؤشر إلى لا نهائية الاحتمالات التي يدخلها الرقم 3 إلى الوجود ، لأن أية نقطة يمكن إضافتها بعد ذلك سيمكن تكوين علاقات بينها وبين النقاط الموجودة بنفس الطريقة.  إذن الرقم 3 هو بداية تكوين علاقات مختلفة لا نهائية الاحتمالات ، وهذا هو بيت القصيد.

لأننا إذا بحثنا في اللغة العربية سنجد أن الرقم 3 يظهر في العديد العديد من الحالات والمواضيع.

فالكلمة تصنّف في ثلاثة احتمالات فقط ، إما اسم أو فعل أو حرف ، وبالعلاقة بينها يمكن التعبير بعدد لانهائي من الجمل.

والفعل أيضا يصنّف في ثلاثة احتمالات فقط ، إما ماضي أو مضارع أو أمر، وبالعلاقة بينها يمكن فهم الحياة التي نعيشها.

وأصل الكلمة ثلاثة أحرف فقط يضاف إليها ما يضاف لتكوين عدد لا نهائي من الكلمات المختلفة.

وحروف العلّة ثلاثة (الواو والألِف والياء) وبالتالي ما يقابلها من حركات تشكيل أيضا ثلاثة (الضمة والفتحة والكسرة) ،

وحالات الكلمة في قواعد اللغة (مرفوعة منصوبة مجرورة) أيضا ثلاثة ، ومع ذلك فهي كفيلة بإيصال المعنى المراد من التعبير.

والأعداد تندرج في ثلاثة أقسام (مفرد ومثنى وجمع).

ووسائل التعرف على الاسم المفرد ثلاثة (التاء المربوطة والتعريف بـ “الـ” والتنوين)

ومكونات الجملة الفعلية الأساسية ثلاثة (فعل وفاعل ومفعول)

والأفعال الخمسة يمكن تجميعها في ثلاثة أقسام (المفرد والمثنى والجمع)

وغيرها الكثير الذي نكتشف من خلاله بعض كنوز هذه اللغة الوفيرة.

وأعمق مثال – في رأيي – عن فكرة العلاقات في اللغة العربية الممثلة في الرقم 3 هي الكلمات (أب ، أخ ، حم) – ثلاثة أسماء فقط من الأسماء الخمسة.  فهذه الكلمات المكوّنة من حرفين نستخدمها كما هي منفردة ، فنقول (الأب).  ولكن إذا أردنا أن نعبّر عن علاقة بين هذه الكلمات وشيء أو شخص آخر ، تعيّن علينا تحضير هذه الأسماء أولا ، بأن نضيف حرفا من حروف العلّة (الواو أو الألِف أو الياء) حتى يصبح عدد حروفه ثلاثة أحرف – وهو رقم العلاقات – قبل أن نضيف الكلمة التي له علاقة بها.  فنقول (أبو هريرة) أو (أخو زميلي) ، أو (حماك).  أي أنه لا يمكن إقامة علاقة بين هذه الأسماء وغيرها من كلمات اللغة إلا إذا كانت الكلمة نفسها مجهّزة لهذه العلاقة.  عجيب!

لغة كلّها علاقات – متزايدة – إلى ما لا نهاية.  وهذا ما أرجوه لنفسي ولكم ، أن نقيم علاقة حب ورعاية وإحياء لهذه اللغة الجميلة التي أحمد الله تعالى أن أنعم عليّ بقراءتها وفهمها ، وأنعم عليّ بشغف البحث فيها واستطعام جمالها.

أشكركم لوجودكم معي اليوم ، وإلى اللقاء في مدونة جديدة.

المعلق:

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s