“الحل الوحيد” لا وجود له

بسم الله

أهلا بكم في “مدونة لام” لعرض فكرة بسيطة لها آثار عظيمة ندرك منها أن “الحل الوحيد” لا وجود له.

تخيّل خمسة أشخاص يمرّون في شارع معيّن للوصول إلى مقرّ عملهم في ذلك الشارع.  يصادفهم كلب جائع وينبح فيهم بشدّة. يخافون وينطلقون بكل قوّتهم إلى مقرّ العمل لعلهم ينجون من ذلك الكلب بدون إصابات ، وبالكاد يفعلون.  فماذا يفعلون لتفادي هذا الموقف مرة أخرى؟

أولهم اختار أن يسلك طريقا آخر أطول وأكثر تعقيدا ولكنه خالٍ من الكلاب.

الثاني اختار أن يحمل معه قطعة لحم ليرميها للكلب ليشغله بها فيعبر المكان بهدوء وطمأنينة.

واختار ثالثهم أن يحمل معه عصا كبيرة غليظة يدافع بها عن نفسه إذا ما هجم الكلب عليه.

أما رابعهم فاختار أن يتسلّح بمادة مخدّرة إذا ظهر الكلب يمكنه استخدامها عليه.

والخامس اختار أن يتسلل بهدوء ويدعو الله ألّا يحس به الكلب.

ولا يهم في هذا المثال تحديد أي اختيار هو الأفضل.  فالمغزى أن “الحل الوحيد” لا وجود له لأن الدنيا مليئة بالاحتمالات.  والاختيار تصرّف شخصي بحت أي أنه يناسب صاحبه ويعطيه ما يعتقد أنه أفضل نتيجة ممكنة لذلك الموقف في ذلك الوقت.

ولكن هناك كثير من الناس يستخدمون تعبير “الحل الوحيد” بدلا من “أفضل حل في نظري” مثلا أو “أحد الاحتمالات هو ….” أو “أحد الحلول هي …..”.  وقد لا يعترض الآخرون على هذا التعبير لأنهم يفهمون المقصود.  ولكن واقع الأمر أن تعبير “الحل الوحيد” فيه ضرر لمن يستخدمه لأنه يُبرمج عقله على الانغلاق ، فهذا التعبيريعطي إشارة للعقل الباطن بعدم البحث عن حلول أخرى غير الذي يعتقد أنه الحل الأمثل بالنسبة له.

والجدير بالذكر أن هناك أسلوب ممتاز وناجح جدا في الحصول على احتمالات وفيرة للتعامل مع أي موقف ، يسمّيه البعض أسلوب “استمطار الأفكار” ويسمّيه البعض الآخر أسلوب “العصف الذهني” – وهو ما يعرف بالإنجليزية  Brainstorming .  وهذا الأسلوب أيضا يوفّر البدائل الممكنة لتصحيح المسار إذا اتضح أن الحل الأول لم يعط النتيجة المرجوّة.  ومن هذا ندرك فائدة الاحتمالات المختلفة ونقتنع أن “الحل الوحيد” لا وجود له!

أشكركم لوجودكم معي اليوم ، وإلى اللقاء في مدونة جديدة.

السلام عليكم