
قراءة الأفكار مستحيلة. فإذا كنت ممن يفعلون ذلك ، رجاء استبدل ذلك بالاستماع.

بسم الله
أهلا وسهلا بكم في “مدونة لام” لعرض فكرة بسيطة لها آثار عظيمة في “قراءة الأفكار”.
هل استمعت لطفل في المرحلة الابتدائية يقرأ بطلاقة ما ليس مكتوبا أمامه في الكتاب؟ وباستماعك للمقروء لا تجد فيه منطق أو معنى مترابط؟ كيف ذلك؟ لأنه يقرأ ما في ذهنه هو بناء على ما يتخيله مكتوبا في الكتاب.
تعلّمنا كيف نقرأ كلمات الكتب. والبعض تعلّم كيف يقرأ رسائل البدن ، وآخرون يجيدون قراءة تعابير الوجه ، ولكن ليس هناك من يستطيع قراءة الأفكار.
فقراءة الأفكار عبارة عن تخيُّل أنك تعرف ما يدور في عقل الطرف الآخر من أفكار ، كأنك تسمع الأفكار أو كأنك ترى الأفكار وهي تتحرك في رأس الآخر ، أو كأنك موجود داخل عقل المتكلم. وكل هذه الحالات مستحيلة. وللأسف فهذه القناعة بالقدرة على قراءة الأفكار هي أساس الخلافات بين الناس ، وأساس امتعاض الكثيرين الذين يشعرون أنهم غير مسموعين أو غير مفهومين. فطبيعي إذا كنت تعتقد أنك تعرف ما سيقوله الآخر فلماذا تستمع؟
ودليلك على أنك تحاول قراءة أفكار غيرك إما أن تقول له : “أعرف ما ستقول” ، أو أن تُكمل له الجملة التي بدأها قبل أن يكملها هو.
نحتاج جميعا في مدرسة الحياة أن نتعلّم كيف نستمع. فألِف باء الاستماع (أي أوّل خطوات التنفيذ) هو أن تترك ما تفعله وتنظر إلى المتكلم مُوَجّها انتباهك إليه. ثم الخطوتان التاليتان أي جيم ودال الاستماع هما أن تبتسم وتقرّر أن تستمع لما يُقال. طبعا هاء وواو وياء الاستماع الناجح (إلى آخر الحروف الأبجدية) سيجني فوائد كثيرة لك وللمتكلم ، مثل إيماءة رأسك حثّا له لاستكمال الحديث ، كذلك استخدام تعبيرات وجهك لمواءمة الشعور المصاحب للكلام ، ويا حبذا أن يكون هناك في النهاية مديح أو ثناء للمتكلم أو لأسلوب الكلام أو محتواه أو أي شيء آخر مما قيل.
قراءة الأفكار ليس لها ألف باء (أي ليس لها خطوات للتنفيذ) لأنها مستحيلة. فإذا كنت ممن يفعلون ذلك ، رجاءً استبدل ذلك بالاستماع ، تكون قد جنيتَ الكثير.
أشكركم لوجودكم معي اليوم ، وإلى اللقاء في مدونة جديدة.
السلام عليكم
جزاك الله خيرا فعلا نحن بحاجة لمهارة مهارة الاستماع عندئذٍ بنكتشف اننا بنتعلم كنوز من الآخرين بدون جهد بل بكل يسر وسهولة شكرا لحضرتك
إعجابإعجاب
شكرا لك على التأييد لهذه الفكرة ، فهي في نظري ذات أهمية كبرى في حياتنا. أثرى الله حياتك بالاستماع والاستمتاع.
إعجابإعجاب