بسم الله
أهلا بكم في “مدونة لام” لعرض فكرة بسيطة لها آثار عظيمة ، نستقيها من فكرة “أنا وأنا”
أسمع الكثيرين يقولون (أعوذ بالله من قول “أنا”) تجنبا للكِبْر. جملة جميلة وهدف رائع. فهل نعلم أن هناك شعرة تفصل بين الاستخدام الصحي لكلمة “أنا” وبين تعدّي هذه الشعرة إلى الكِبْر المذموم. صحيح فعلا. لكن طالما بقيتُ تحت هذه الشعرة الفاصلة ، تصبح كلمة “أنا” كلمة هامة ومفيدة لي في حياتي عندما أفهمها فهما عميقا وأتصرّف حيالها التصرف السليم.
فـ “أنا” أستطيع أن أفعل أي شيء وكل شيء بإذن الله تعالى طبعا ، و”أنا” الذي/ التي أختار ما سأفعله وما سأعتذر عن فعله.
و”أنا” أعتدّ بنفسي أي أضعني في عداد من أغدق عليهم بالحب والصداقة والمعيّة والضيافة واللين في التعامل …. إلى آخره من التصرفات الجميلة المحمودة.
و”أنا” لي دور في حماية “أنا” من الآخرين وحماية “أنا” من “أنا”
و”أنا” مَن سيقوم ببناء “أنا”. إلى آخره مما يخصني “أنا”.
أي أن المحور يدور حولي “أنا” وكيف أنني “أنا” أخدمني “أنا”.
فإذا ما أدركت كل هذه الأمور وقمت باتخاذ اللازم حيالها ، استطعت أن أتعامل مع الآخرين باللين والمودة والإيثار والتعاون والكرم وغيرها من التصرفات المحمودة.
ولكن لماذا يا ترى الإصرار في تكرار كلمة “أنا”؟ ولماذا فصلت بين كلمتي “أنا” و”أنا”؟ لأن هذا هو الفرق بين التوكّل والتواكل ، بين النشاط والكسل ، بين قيادة أمور حياتي بنفسي والاتكال على الآخرين ، بين التطور والركود. لا بد أن يكون المحور هو “أنا” أخدمني “أنا”.
فمَن “أنا”؟ ومَن “أنا”؟
“أنا” الأولى هي “أنا” الفكر الرشيد ، أي قدرتي على التفكير والتحليل والمنطق والقرار والحركة من عدمه. و”أنا” الثانية هي “أنا” الشعور الفطري الطفولي ، أي قدرتي على الإحساس بالأمن والأمان والراحة من عدمه. وفي الحوار الذي يدور بين “أنا” و”أنا” يكمن سر هدوئي.
هل “أنا” الفكر الرشيد عندما أتخذ قرارا أجني على “أنا” الشعور الفطري الطفولي فأعتبر شعوري السلبيّ غير مهم؟ أم أتأكد “أنا” من أن فكرتي تولّد شعورا مريحا لـ “أنا” فنوافق على تنفيذ هذا القرار سويا؟
هل “أنا” الفكر الرشيد عندما ينتابني الخوف أو القلق أكبت شعور “أنا” فأجني على قدرتي على الحركة؟ أم نتباحث “أنا” و”أنا” حتى يهدأ الخوف ونتفق على الحركة؟
هل “أنا” أتعامل مع “أنا” كعدوّ لدود؟ أم كصديق محبّ؟
بدون المحبة والتعاون بين “أنا” و”أنا” سوف تكون حياتي ناقصة جزءا مهمّا فيها.
فليكن أهم اختيار لي في حياتي أن أصادق “أنا” “أنا” لنحيا “أنا” و”أنا” في صحة وسعادة ووئام ونقوم بدورنا في المجتمع بتواضع وتصادق وهدوء.
أشكركم لوجودكم معي اليوم ، وإلى اللقاء في مدونة جديدة.
السلام عليكم
انا وانا نشكرك جدا…
إعجابإعجاب