بسم الله
أهلا بكم في مدونة لام ، لعرض فكرة بسيطة لها آثار عظيمة ، هي اليوم اكتشاف “من أين يأتي السوس؟”
الإجابة طبعا من داخل حبة الأرز أوغيرها من البقوليات والحبوب. نعم صحيح. ولكن هل وُضِعت السوسة في الحبة سحرا؟ أم إنها آية من آيات الله يتضح لنا من خلالها قانون من قوانين الكون التي تحكم كل شيء؟
من قوانين الكون أن كلا من الطاقة الذكر والأنثى يحويان نواة الآخر. وهذا ما وضّحته العلوم الشرقية في الشكل المعروف بالتاي تشي ، فيُوَلّدان بعضهما البعض وفي نفس الوقت يُحِدّان بعضهما البعض عن الخروج عن الحدود الموَلِّدة للتوازن والاستقرار.

وحبة الأرز من المزروعات وبالتالي من الطاقات الأنثى مقارنة بالسوسة – الكائن المتحرك – أي الطاقة الذكر. وعندما نترك الأرز (الأنثى) مدة طويلة في سباته (السبات من الخصائص الأنثى أيضا) تتضاعف الخصائص الأنثى مع مرور الوقت إلى أن تصل إلى أقصى مداها. وفي تلك اللحظة يتحول السبات إلى حركة (التي هي من خصائص الطاقة الذكر) مما يُوَلِّد السوسة وتصبح الأرزة غذاءه حتى يكتمل نموه.
ونعرف مثل ذلك في ثقافتنا : “ما زاد عن حده انقلب إلى ضده”.
كذلك نعرف أن الاستمرار في تنفيذ نفس الشيء لمدة طويلة تتجاوز مرحلة الانتفاع هو الإسراف بعينه.
ولكن ما فائدة هذه المعلومة عن السوسة؟
في حياتنا الكثير الكثير من الإسراف الذي لا ندركه. نعرف عن الإسراف في الأكل والشرب ، والإسراف في صرف النقود. ولكن هل فكرنا في الإسراف في الحزن ، الإسراف في الخوف ، في الغضب ، في القلق؟
توصل العلم الحديث إلى فهم آلية التأثير السلبي للانفعالات على البدن بحيث تتسبب في ظهور أعراض وأمراض مختلفة. وبأخذ السوسة في الاعتبار ، يصبح من السهل علينا أن نفهم كيف أن السرطان مثلا – كالسوسة – بدأ يتكوّن وينمو بعد كبت طويل للغيظ والاستياء ، أوإسرار عميق للحزن والأسى ، أوتحقير ذاتي لقيمة النفس. وكلما استمر هذا الكبت ، نمَت الخلايا السرطانية وأكلت الخلايا الصحيحة كما تأكل السوسة الأرزة.
فكيف نمنع الأرز من التسوس؟ باستهلاكه طبعا أولا بأول. أي تحريكه من مكانه (عكس السبات). وهو نفس ما يمكن لمريض السرطان أن يفعله : يحرك أفكاره في اتجاه مختلف – عكس الاتجاه الذي تعوّد عليه. يختار مثلا أن يعفو عمن أساء إليه ويتخلص من إحساس البغضاء والضغينة التي يحملها ، أو يسمح لنفسه بالتعبير عن الأسى الذي أسرّه في نفسه لسنين طويلة. ويقرر أن يملأ حياته بالبهجة ، أو يرى قيمة نفسه وقيمة وجوده في هذه الحياة …
يمكن أن نُقيم مثال السوسة على أية علة ، بسيطة أو عويصة ، لندرك أن اختيارنا المستمر لإضافة الإحساس بالأمان والسكينة على حياتنا ، وإضافة البهجة والتصادق مع النفس إلى حياتنا ، هي مفاتيح الحفاظ على الأرز من التسوس ، والتمتع بطعمه في أشهى المأكولات.
شكرا لوجودكم معنا ، وإلى اللقاء في مدونة جديدة.
السلام عليكم
كلام بسيط وواقعي.. الف شكر
إعجابLiked by 1 person
الشكر لله ، ولك على المتابعة.
إعجابإعجاب