نشرت تحت تصنيف التطوير الذاتي

الحياة مواسم

ثلاث شجرات يعبر أولها عن موسم الربيع والثاني عن الصيف والثالث الخريف.

بسم الله

أهلا بكم في “مدونة لام” لعرض فكرة بسيطة لها آثار عظيمة نستفيد من خلالها إن شاء الله من فكرة “الحياة مواسم”.

هل تعلم أن أحد جوانب شخصية الإنسان وتفضيلاته واختياراته في تنفيذ عمل ما ، يُحاكي المرحلة التي يمرّ بها الموسم وقت ولادة هذا الشخص – بداية الموسم أو مرحلة استمراره أو انتهائه؟  فلكل مرحلة خصائصها التي تختلف عن الأخرى وتظهر هكذا في الإنسان.

أقف لحظة مع هذه الفكرة للنظر فيما يعنيه ذلك على حياة الشخصيات المختلفة.

فإذا كنتُ ممن وُلِد في بداية الموسم فإن طبيعتي ستنجذب إلى تجميع جزيئات وخلق كيان جديد ، وستكون لديّ رؤية لما أريد أن أنتهي إليه ، وسوف يسهل عليّ المداومة حتى أنتهي مما أعمل وأحقق ما أصبو إليه.  وإن تعذّر عليّ ذلك فإنني سوف أنفعل احتجاجا على التعطيل. وستكون لديّ ثقة فيما يمكنني أن أبنيه أو أن أحققه لو تُرِكْت دون تدخّل أو تثبيط ممن هم حولي.  وقد تكون المرونة لديّ ضعيفة لتركيزي على تحقيق الهدف ، لذا سأحتاج أن أُدخِل المرونة إلى حياتي وفي تعاملي مع الآخرين.

أما إذا كنتُ ممن وُلِد في منتصف الموسم فإن شخصيتي ستكون مختلفة كثيرا ، فسأكون شخصا يحب استمرار الأمور على ما هي عليه ، ولن أسعى للبدء في التغيير ولكني سوف أتماشى مع الأحداث.  سيكون سهلا عليّ تنفيذ ما يُطلب مني طالما هو في غضون ما هو قائم.  لا يعني هذا أنني لا أحب التغيير ؛ أحبه ، طالما بدأ به شخص آخر.  لذا سأحتاج أن أشحذ نفسي بالمبادرة في بعض الأحيان وسأحتاج أن أتعلّم مهارات القيادة حتى أستخدمها في المواقف التي تحتاج قيادتي دون غيري.

وأخيرا إذا كنتُ ممكن وُلِد في آخر الموسم فإنه سيسهل عليّ تفكيك ما هو موجود وتحضيره ليتم استخدامه من قِبَل آخرين ليخلقوا منه شيئا جديدا ، وسيكون صعبا عليّ أن أبدأ شيئا من لا شيء ، فسيبدو أسلوبي مشتتا عند البدء في شيء جديد ، ذلك لأنّي سأكون في بحث مستمر عن نقطة أبدأ منها.  وستكون المرونة من خصائصي ، وسأجد صعوبة في إنهاء الأعمال ، ذلك أنّ ترك الأمور لكي يختار منها الآخرون هي بالنسبة لي نهاية عملي.  لذا سأحتاج أن أتعلم مهارة إنهاء العمل وأدخلها على حياتي لكي أكون أكثر توازنا.

وهذا التطابق مع المواسم ينطبق على كل منّا.  فسيكون سهلا علينا العمل والتعامل من خلال خصائصنا الفطرية ، ولكننا أيضا سوف نحتاج إلى إضافة مهارات أخرى إلى أنفسنا حتى نجدها في جعبتنا حين نحتاجها – وذلك بأن نتعلّمها ممن يجيدها – وحتى نحقق توازنا نسبيا في شخصياتنا.  ولكن لا يعني ذلك أننا لا بد أن نتعلّم كل شيء في الوجود ، ولكنه يعني أننا يجب أن نعي مواطن قوتنا ونقاط ضعفنا ، ويعني أيضا أن نستثمر بعض الوقت لتنفيذ ما يصعب علينا ، كما يعني أن نسمح لأنفسنا بطلب المساعدة ممن يسهل عليهم تنفيذ ما يصعب علينا نحن.

أدعو الآباء والأمهات للانتباه لهذه الخصائص في أنفسهم وفي أولادهم وبناتهم ، حتى يسعد الجميع بالاستفادة من مواطن قوتهم ، ويتغذوا بالتشجيع وهم يضيفون مهارات جديدة إلى أنفسهم ، ويتمتعوا بالثقة في النفس وفي الآخرين وهم يحظون بالتعاون المثمر معهم ، فيكون ذلك من دواعي اطمئنان الجميع في الأسرة إن شاء الله تعالى.  والله الموفق.

أشكركم لوجودكم معي اليوم ، وإلى اللقاء في مدونة جديدة.

السلام عليكم

المعلق:

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s