نشرت تحت تصنيف عام

دورك

شخص يقف عند مفترق طرق. أحد الطريقين يؤدي ويصل إلى هدف المرض ويحوي كلمات خوف ، سيطرة ، غضب ، إحباط ، حزن. والطريق الآخر يؤدي ويصل إلى هدف الصحة ويحوي كلمات إحساس بالأمان ، اطمئنان ، سكينة ، بهجة ، ثقة.

بسم الله

أهلا بكم في “مدونة لام” لعرض فكرة بسيطة لها آثار عظيمة نلقي نظرة من خلالها على “دورك”.

إن لي دورا في أي موقف وكل موقف.  وما أفعله يؤثر على الموقف والنتيجة إما بالموجب أو السالب.  ولو اخترتُ ألا أفعل شيئا ، فهذا أيضا بمثابة فعل.

فمريم ابنة عمران مثلا كان لها دور في تغذية نفسها كما يخبرنا الله تعالى في القرآن في سورة مريم الآية 25 و26 فيقول (وهُزّي إليكِ بِجذعِ النَّخلَةِ تُساقِطُ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيّا * فَكُلي وَاشرَبي وَقَرّي عَيْنا ….. إلى آخر الآية…..).  فرزقها قد تَوفّر لها بالفعل في النخلة ، وبقي عليها أن تسعي لإدخاله إلى حياتها والاستفادة منه.

يسهل علينا تقبُّل فكرة أن لكلٍ منّا دور في نجاحه عندما نتكلّم عن أن للطالب دور في إنجاح مساعيه ، فالمادة العلمية موجودة والليل طويل ودروس الحياة يومية.  ويبقى أن يستذكر ويأخذ قسطا مناسبا من النوم وينفذ المهارات النفسية في التعامل مع الاحباطات التي بداخله أو التي يتسبب فيها الآخرون.

وسنجد بنفس المنطق والقبول أن للمريض أيضا دورا في الخروج من مرضه خاصة مع ما تم اكتشافه حديثا من دلائل على علاقة الحالة البدنية بالفكر والشعور. فيبقى أن يُعيد المريض النظر فيما يفعله أو لا يفعله ، ويتخذ إجراءً في تغيير أسلوبه في التفكير وفي الانفعال وفي التصرف في الحياة.

أي باختصار: لكلٍ منّا دور في استقرار حياته سواء الشخصية أو الاجتماعية أو الزوجية أو المادية أو الصحية.  وكلّ طريق يؤدي إلى نتيجة معيّنة.

فتخيل معي لو لم تقم مريم ابنة عمران من مكانها لتهزّ النخلة ، هل كانت ستحصل على ما تحتاج إليه من غذاء؟

وتخيل أيضا المريض عندما يرمي عبء استعادة صحته على الطبيب ويستمر هو في أسلوبه السلبي من خوف أو غضب أو حزن قد أدّى بالفعل إلى ذلك المرض ويؤدي إلى المزيد من المرض ، أليس لكل فعل نتيجة؟  ولو أراد ذلك المريض نتيجة مختلفة – أي صحّة – ألا يعني ذلك بالضرورة أن يتّبع أسلوبا أو طريقا مختلفا أي يُغيّر ما يفعله؟

ونحن الذين انحصر منّا الكثيرون فيما سمحنا له أن يؤثر علينا سلبا ، أليس لنا دور في إصلاح أحوالنا؟  بالتأكيد لنا دور مثل مريم ابنة عمران بالضبط.  فهل نقبل على أنفسنا يا تُرى أن نختلف عمن حولنا ونحقق لأنفسنا التغذية الصحية أو النجاح أو الصحة وننفّذ ولو بعض ما تعلّمناه أو وَعَينا به في أي دورة حضرناها أو مقالة قرأناها (مثل هذه أو غيرها)؟  هل لدينا الشجاعة أن نخوض في طريق جديد ذي معالم جديدة لم نألفها من قبل؟  هل تعتقد أنك تستطيع أن تمشي في طريق مختلف مؤدي إلى نتيجة مختلفة؟  هل ترى نفسك وأنت تقوم بدورك لصلاح حالك؟  وترى نفسك وأنت تستفيد من معالم الطريق المختلف المؤدي إلى نتيجة مختلفة؟

الله الموفق!

أشكركم لوجودكم معي اليوم ، وإلى اللقاء في مدونة جديدة.

السلام عليكم

المعلق:

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s