نشرت تحت تصنيف التطوير الذاتي

تعيش وتفتكر وتلون حياتك كما تريد

أرنب مبتسم يلبس هيئة فنان يمسك فرشاة رسم في يده اليسرى ولوح به ألوان في يده اليمنى

بسم الله

أهلا بكم في “مدونة لام” لعرض فكرة بسيطة لها آثار عظيمة لعلك تسمح لنفسك بأن “تعيش وتفتكر، وتلوّن حياتك كما تريد”.

Image by GraphicMama-team from Pixabay.com

كثيرا ما تُقال عبارة “تعيش وتفتكر” كل عام – في اليوم الموافق لوفاة شخص ما.  وفي الآونة الأخيرة تطرّق إلى ذهني سؤال : ما المراد بالذكرى هذه؟  ما المطلوب أن نتذكره في ذلك اليوم؟  نتذكّر أن الشخص قد توفاه الله تعالى فنحزن من جديد؟  أم نتذكّر ألم الفراق هذا فنتألم فترة أخرى؟  أم نتذكّر الشخص نفسه وكيف كان فنتحسّر؟  أم نتذكّر المواقف التي حضرها ذلك الشخص فننعزل مع ذكرياتنا؟  أم نتذكّر ما فُقِد بانتقال هذا الشخص للرفيق الأعلى فنيأس؟  أم ماذا؟  ولماذا لا تُقال هذه العبارة في اليوم الموافق ليوم ميلاده بدلا من ذلك لتكون الآثار مختلفة؟

فهلا تركنا ظلام الحزن وطلعنا إلى شمس الدنيا الجميلة وسمحنا لأنفسنا بأن نلوّن حياتنا بطريقة أخرى!

أستطيع بالخيال أن أجلس مع الشخص وأن أتسامر معه وأسأله أي سؤال فيتلاشى الحزن وتذهب الوحدة ، فمن رحمة الله تعالى أن جعل لنا الذاكرة والخيال حتى تستمر العلاقة.

كذلك أستطيع بالخيال أن أعتذر له إن كنت قد أخطأت في حقه مسبقا ، أو أسمعه يعتذر لي لو كان قد أساء إليّ في الماضي فيزول إحساس الذنب وتعم السكينة في قلبي.  وبهذا أعيش وأتذكّر بشعور صافي يغذّيني ويفرحني ، أي ألوّن حياتي كما أريد.

وإن انتابني شعورا بالخوف عليه أدعو له أن يخفّف الله عنه ، وأقوّي ثقتي بالله تعالى وبرحمته التي وَسِعَتْ كل شيء ، فيهدأ القلق سواء عليه أو على المستقبل بدونه ، فالمستقبل بيد الله أصلا يقوم بتحضيره لي بالخير حتى يتحقق في حينه.  فعلام القلق إن كان من جهّز لي مستقبلي هو الله؟

من هذا نجد أن الوحدة والحزن وألم الفراق والإحساس بالذنب أو الغضب ، والقلق على الشخص أو من المستقبل – كل هؤلاء يمكن تغييرهم ببساطة ، فأعيش وأتذكر وألوّن حياتي كما أريد طمأنينة وبهجة وسعة وانطلاق.

إنه لمن الطبيعي أن نتذكّر الشخص يوم وفاته لأن الحزن يصيبنا جميعا.  لكنّ الحزن المزمن شيء سلبي.  ولقد قررت شخصيا أن أترك الحزن ، واتجهت إلى تذكّر الشخص يوم ميلاده أيضا وأسعد بذكراه ، وأتذكر المعارف والدروس التي وصلتني منه ، فأقرّر ما ينفعني منها أستخدمه في حياتي ، وما انتهى لزومه عندي ألغيه من حياتي ، وما اختلف عن أسلوبي أغيره بما يتناسب معي.  ووجدت أن الانتباه في هذه التواريخ يمدني بفرصة أسعي بها أن أفهمه أكثر ، وبالفعل بدأ يخطر على بالي إدراكات عنه ساعدتني كثيرا في فهم حالي.  هكذا تكون هناك فائدة لي من أن أعيش وأتذكّر فأستطيع أن ألوّن حياتي كما أريد.

أشكركم لوجودكم معي اليوم ، وإلى اللقاء في مدونة جديدة.

السلام عليكم

المعلق:

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s