
بسم الله
أهلا بكم في “مدونة لام” لعرض فكرة بسيطة لها آثار عظيمة ندرك معها إن شاء الله كيف أنّ “ما نركِّز فيه نغذّيه”.
كثيرا ما نرسل أو نستقبل رسائل على منصات التواصل الاجتماعي يريد الراسل بها أن يعبّر عن حبه أو تقديره لمستقبِل الرسالة.
إلا أن بعض الرسائل التي أقرأها يضيق بها صدري تلقائيا لأن الكلام المكتوب قد يبدو إيجابيا ولكنه في الواقع سلبي يترك في النفس شعورا بالضيق. فتقول أحدى هذه الرسائل :
“اللهم في يوم الجمعة لا تحرمنا من أمنية تفرح قلوبنا”.
فإذا أمعنّا النظر وتدبرنا في هذه الرسالة سنجد أنها تتضمن عدة سلبيات :
أولا لأننا تعلمنا فيما تعلمناه أن الأمر بالمعروف يأتي قبل النهي عن المنكر. فلماذا نبدأ الدعاء في هذه الرسالة بالنهي؟ لماذا نبدأ بالكلام عن المنكر؟ لماذا نتكلم عن المنكر أصلا ولا نتكلم عن المعروف؟
وثانيا أن الرسالة تتكلم عن الحرمان. ما الفائدة من أن نشحذ فكرة الحرمان في العقل أصلا؟ بِمَ نستفيد عندما نسمح للشعور بالضيق المصاحب لهذه الفكرة أن يتحرك في داخلنا؟ أليس من الأفضل أن نركز على فكرة “الوفرة” وإحساس الانفتاح الجميل المصاحب لها؟
وثالثا : هل هذا هو رأينا في الله تعالى – أنه يحرمنا؟ ألا تتعارض فكرة الحرمان نفسها مع رحمة الرحمن الرحيم وكرم الكريم الوهّاب الرزّاق الفتّاح ؟؟؟
فكيف يمكن التعبير بشكل أفضل في هذه الرسالة؟
تقول القاعدة الطاقية أن “ما نركِّر فيه نغذّيه”. إذن نطلب ببساطة ما نريده. فنقول مثلا: اللهم ربنا ….. “أغدق/أنعم علينا بما يسعد قلوبنا”. أو “يسّر لنا في تحقُّق أمانينا”. أو شيء من هذا القبيل.
هكذا نبعد عن استخدام أساليب النهي (لا) والنفي (ما) فنبعد عن ذكر ما يُنغّص علينا المشاعر الطيّبة المطمئنة.
وهكذا نكون قد ركّزنا على ما نريد وركّزنا على ما يسعدنا.
هكذا نقوي ثقتنا بالله وبالحياة وبأنفسنا.
وهكذا نبقى في حيّز الإيجابيات ذات المشاعر المريحة المنفتحة.
وهكذا أيضا نكون قد أسعدنا من نرسل إليه الرسالة لأنها بالفعل ستساعده في أن يكون يومه مثل ما نتمنّى.
أشكركم لوجودكم معي اليوم ، وإلى اللقاء في مدونة جديدة.
السلام عليكم