
بسم الله
أهلا بكم في “مدونة لام” لعرض فكرة بسيطة لها آثار عظيمة نستكشف من خلالها “ماذا صَنَعَ المَشيبُ؟!”
مسكين المَشيبُ ، تحمّل لوم أبي العتاهية كل هذه السنين فيما ليس له يد فيه بالقليل أو الكثير حين قال أبو العتاهية:
بَكيتُ على الشبابِ بدَمعِ عَيني فَلَم يُغنِ البُكاءُ ولا النَحيبُ
فَيا لَيتَ الشبابَ يَعودُ يَومًا فَأُخبِرُهُ بِما صَنَعَ المَشيبُ
مما لا شك فيه أن أبا العتاهية لم يكن شخصا سعيدا. ولكن هذه الأبيات استوقفتني لما فيها من ظلم للمشيب (أي كِبَر السن). فأخذني الخيال في لقاء بين أبي العتاهية وبين “زيد وعبيد” (اللذين تعرّفنا عليهما في مدونات سابقة) خاصة عندما صار “زيد وعبيد على مشارف سن الستين“. أعتقد أن أبا العتاهية كان سيجد في زيد خير جليس ، وبدموعهما كانت ستفيض الأنهار والبحيرات وتحلّ مشاكل جفاف العالم.
ورغم أن عبيد ليس بشاعر ، إلا أنه لم يستطع إسكات قلمه ردا على أبي العتاهية ، فأنشد:
طَرَدْتَ شَبابَكَ بِحُزنِكَ وَتَشاؤمِك فَلَم يَعُد خالِدًا في مَسكَنِهِ مَعَك
وَلو التَمَستَ البَهجَةَ في يَومٍ غابِرٍ لَبَقِيَ الشَبابُ وَأَبهَجَ يَومَكَ
فَليسَ المَشيبُ هوَ سَبَبَ دُموعِكَ ولَيسَ النَحيبُ حَلًا لِحالِكَ
بَل صَدرًا هَنيئًا تُعِدُّهُ لَساكِنِك تَكونُ قَد أَحيَيتَهُ في داخِلِك
أرجو أن يكون المشيبُ قد أحس بالإنصاف.
وأشكركم لوجودكم معي اليوم ، وإلى اللقاء في مدونة جديدة.
السلام عليكم