طيور على أشكالها تقع

بسم الله

أهلا بكم في “مدونة لام” لعرض فكرة بسيطة لها آثار عظيمة نستقيها من المثل القائل “طيور على أشكالها تقع”.

مثل عميق لو أمعنّا فيه النظر لأدركنا منه كيف نستطيع أن نعيش حياة أكثر هدوء واستقرار.

• فقد أدركَت زوجة بعد مرور عقود على زواجها أن زوجها يتّصف بنفس الصفة التي نعتها بها سنينا طويلة.  وعند ذلك انحسر شعورها بالنقص فورا وتغيّرت رؤيتها للحياة.
• أدركَت أم بعد سنين من الإحباط اعتراضا على تصرف من تصرفات ابنها أنها هي تقوم بمثل ذلك الفعل ولكن بأسلوب آخر.  وعند ذلك تغيّر شعورها من الإحباط إلى التفهّم وانتفى احتجاجها على ما يفعله ابنها.
• أدرك شاب أن خطيبته تفتقر لنفس المهارات الاجتماعية التي يفتقرها هو والتي كان يعتمد عليها فيها ليخرج من عزلته.  وعند ذلك هدأت نفسه وبدأت بينهما علاقة أكثر سلاما.

جميل هذا الإدراك.  ولكن ماذا بعد؟ 

• انتهت الزوجة عن الدفاع عن نفسها عند هجوم الزوج على قصورها هذا واكتفت بابتسامة العارف، فساد بعض الهدوء على علاقتهما.
• وبدأت الأم تغيّر من نفسها ونفسيتها هي حتى هدأت ، وتبادر إلى ذهنها أساليب أفيَد لمساعدة ابنها فيما يحتاجه هو.
• واستقر الخطيب على تصفية أسباب انعزاله بمسالمة ماضيه ، ونجح في دعوة خطيبته لفعل نفس الشيء.

الملاحظ في هذا الأمر أنه عندما يشرع أحد الطرفين في تغيير حاله سيتغيّر من حوله أيضا إما بمقاومة هذا التغيير أو بالابتعاد عنه أو الاقتراب منه أكثر مما قبل.  وقد يقرر بعض ممن حوله البدء في تغيير حالهم كذلك وتصفية آثار ماضيهم بحيث تتحول انفعالات الغضب أو القلق أو الحزن إلى مشاعر هدوء وطمأنينة وبهجة. في كل الأحوال سيصحّ المثل لأن “طيور على أشكالها (دائما) تقع”.

وبذلك فكلما انزعجنا من أحد في شيء سنتذكّر هذا المَثَل وسندرك ما نحتاج أن نغيّره في أنفسنا ونفسيّاتنا ، وفي قرارة أنفسنا سوف نشكر هذا الطرف الآخر على وجوده في حياتنا لأنه نبهنا بذلك.

أشكركم لوجودكم معي اليوم ، وإلى اللقاء في مدونة جديدة.

السلام عليكم