
بسم الله
أهلا بكم في “مدونة لام” لعرض فكرة بسيطة لها آثار عظيمة نتعلّمها من “سِتّ سَنِيَّة” بارك الله فيها 😊
مع بداية استخدام الرسوم المتحركة في تأليف الإعلانات فيما مضى ورد إعلان في التلفاز عن ترشيد استهلاك المياه ببساطة بإغلاق صنبور المياه وقت عدم استخدامه أو إصلاح أي تلف بسيط في وقته. ولكني أعتقد أن مطلع الإعلان يحوي أكثر من ذلك بكثير، فقد كان يدعو إلى ترتيب الفكر ، وشحذ الوعي بتبعات التقصير. بمعنى آعمق فقد كان الإعلان دعوة إلى تفعيل الفص الأيسر من المخ الذي يتعامل بالمنطق والتحليل والترتيب أي الخطوط المستقيمة. والجدير بالذكر أن التعبير الذي نستخدمه لغويا – كلمة “ترشيد” – يأتي من الرشد الذي يُعرَّف في القاموس بـ”استقامة الطريق” ، والاستقامة أيضا من خصائص الفص الأيسر من المخ. ومن هذا المنطلق يمكننا ترشيد أي شيء وكل شيء يتمّ استهلاكه بإسراف أو يشغل حيّزا أكبر من حياتنا أكثر من حقه ، لتحقيق نتائج مُرضية ومحسوسة بسهولة إن شاء الله تعالى. فمثلا :
ترشيد استهلاك المشاعر : قلل من انفعالك واستخدم المنطق أكثر في الأمور الصغيرة مثل الكبيرة.
ترشيد استهلاك الشاشات الإلكترونية : اغلق التلفاز أبكر من العادة بنصف ساعة فقط يوميا وتحاور مع أحد أفراد أسرتك أو العب معه – صغيرا كان أو كبيرا.
ترشيد استهلاك الكهرباء : اغلق أنوار المنزل لمدة نصف ساعة فقط في يوم محدد من الأسبوع واستمتع بهدوء الظلام وسكينته ، أو ابتدع ألعابا بسيطة تشغل الوقت واجعل هذا الظلام منصة استمتاع مع أفراد أسرتك.
ترشيد استهلاك السعرات الحرارية : قلل كمية الطعام التي تضعها على صحنك كل وجبه – بمقدار ملعقة واحدة فقط – وتحرَّ انخفاض وزنك تدريجيا ببساطة.
ترشيد استهلاك الطاقة : قلل التوتر الناتج عن التسويف وتحرّك للتنفيذ فورا أولا بأول.
ترشيد استهلاك الوقت في النوم : احتفظ بالنوم لوقته وحوّل انتباهك من النعس في غير ذلك الوقت إلى فعل مثمر يصحصح مواهبك ويصقلها.
ترشيد استخدام مساحيق التجميل : انتبهي لجمالك في المرآة ، فما ترينه أنتِ يراه العالم فيك ، وتعجز المساحيق عن تغطيته.
كذلك ترشيد التشتت : حدد أماكن أغراضك وجمّعها كلٌّ في مكانه ، أو صنِّف أفكارك إن كانت منطقية معقولة أم انفعالية طائشة قبل أن تقوم بتصرف تندم عليه.
في واقع الأمر إن استمعنا لإعلان “سِتّ سَنِيَّة” حتى نهايته سنجد الكثير الكثير من الفوائد التى يمكن أن نضيفها إلى جوانب حياتنا المختلفة ، فأي شيء يمكن بالفعل ترشيده ببساطة إذا عزمنا على ذلك. فشكرا يا “ستّ سَنِيَّة” وشكرا لكل من ساهم في خلق ونشر هذا الإعلان.
وأشكركم أنتم أيضا لوجودكم معي اليوم ، وإلى اللقاء في مدونة جديدة.
السلام عليكم