
بسم الله
أهلا بكم في “مدونة لام” لعرض فكرة بسيطة لها آثار عظيمة نشحذ بها إن شاء الله تعالى “سُعرات طاقية” مفيدة لحياتنا.
رأينا في “كعكة السعادة” كيف أن السُعرات الطاقية التي تولّدها الشجاعة هي نقطة انطلاق في توليد السُعرات الطاقية العالية التي نعتبرها إيجابية. والشجاعة ليست انعدام الخوف ، بل هي وجود فكرة وقناعة بهدف معيّن أهمّ أو أسمى من الخوف الموجود ، فتُحرِّك الشخص للتصرّف رغم وجود الخوف. فالسُعرات الطاقية المئة التي يولّدها الخوف والأفكار التي تحفزّه هي نصف السُعرات الطاقية المائتين التي تولّدها الشجاعة والتي رأيناها في “كعكة السعادة”. مما يعني أن الإنسان عندما يحفّز فكرة أكبر أو أهمّ مما يخاف منه ، فإنه يشحذ ضِعف السُعرات الطاقية وبالتالي يستطيع التحرّك بسهولة أكثر تجاه تحقيق الهدف المنشود.
فماذا يفعل من لا يحفّز فكرة مُشجِعة؟ كيف يستطيع أن يتحرّك رغم الخوف؟ هؤلاء الناس يستخدمون الغضب كمحرّك لحياتهم – غضب تجاه أنفسهم ، غضب تجاه الآخرين ، تجاه مواقف ، تجاه أي شيء. ذلك لأن الغضب والأفكار المحفّزة له يولّدان 150 سُعرا طاقيا مقارنة بالخوف – مجرد 100 سُعر طاقي. فأي شيء أحسن من لا شيء.
ولكننا نعلم في دوائر العلوم الطاقية أن الغضب كلما زاد ، تولّد معه خوف آخر إضافة إلى حزن. فأين هما في قائمة السُعرات الطاقية ياترى؟ هيّا نتوسّع في الكلام لنرى عدد السُعرات الطاقية للمشاعر السلبية والأفكار المحفّزة لها :
الكِبْر/ الغرور يولّدان 175 سُعرا طاقيا
الغضب يولّد 150 سُعرا طاقيا
الخوف يولّد 100 سُعرا طاقيا
الحزن يولّد 75 سُعرا طاقيا فقط
الخمول / اللا مبالاة يولّدان 50 سُعرا طاقيا
اللوم والإحساس بالذنب يولّدان 30 سُعرا طاقيا
اللوم والإحساس بحَرَج أو خزي يولّدون بالكاد 20 سُعرا طاقيا
لا عجب أنّ كثيرا من البالغين والصغار يعانون من الاكتئاب. فعقلية اللوم سواء لوم النفس أو لوم الآخرين تولّد من 20 إلى 30 سُعرا طاقيا فقط – ما لا يكفي أصلا للتحرّك ، أو لا يكفي لاستمرار الحركة بأي قدر من الراحة. كذلك يقع الكثيرون فريسة للحزن نتيجة أفكار ومعتقدات المجتمع ، سواء كان حزنا على فقيد أو على فقدان علاقة أو فقدان صحة. فيبقى الشخص منحصرا في كمية طاقية لا تزيد عن 75 سُعر طاقي ، وتُبنى حياته على هذا الكم الضئيل من الطاقة.
والأدهى من ذلك أنّ أيّا من البنود المذكورة – عندما تُفعَّل – تؤدي إلى البند الأقلّ منها كما رأينا مع الغضب. بمعنى أن الكِبْر أو الغرور (الذي يعطي 175 سُعرا طاقيا) يولّد غضبا (فيعطي 150 سُعرا) مما يولّد خوفا (يعطي 100 سُعرا فقط) فحزنا (ينخفض بنا إلى 75) ثم لا مبالاة (50) فلوما (بالكاد 30 أو 20 سُعرا) فيحتاج الشخص إلى استخدام الكِبْر أو الغضب بسُعراتهما الأعلى (175 أو 150) حتى يتحرّك ، وهكذا يُسجن الشخص في حلقة مغلقة تدور وتدور.
فتعالوا نختار مواجهة ما بداخلنا بدلا من الغضب أو الخوف منه – حتى نخرج من هذه الحلقة المفرغة. فسُعرات الشجاعة المئتان التي رأيناها في مدونة “كعكة السعادة” هي بداية السُعرات المطلوبة للخروج من هذه الحلقة المغلقة وهي أيضا نقطة الانطلاق للاتّجاه إلى السعادة إن شاء الله تعالى.
وبعد الشجاعة فلنكبُر ، ولنختَر الـ (250) سُعرا الخاص بالحياديّة ، ولنستعدّ نفسيّا بـ (310) ، ولنقبل ونتقبّل (فنحسّ بـ 350) ، ولنتعامل بالمنطق (400) والحب (500) والسلام (600) ، ولنُدخِل البهجة والمتعة والسرور إلى حياتنا فنسعد بالـ (540) سُعرا ، لعلّ حياتنا تمتلئ نورا إن شاء الله تعالى.
أشكركم لوجودكم معي اليوم ، وإلى اللقاء في مدونة جديدة.
السلام عليكم