نشرت تحت تصنيف التطوير الذاتي

الزفير مفتاح الحياة

بسم الله

أهلا بكم في “مدونة لام” لعرض فكرة بسيطة لها آثار عظيمة ونحن نفهم كيف أن “الزفير مفتاح الحياة”.

يسود الاعتقاد عند كثير من الناس أن الشهيق هو الذي يعطي الحياة لما فيه علميّا من أكسجين يحتاجه الجسم كي يبني ويدافع عن نفسه.  ولكن هناك جزئية مطلوبة أبكر من ذلك تتيح للأكسجين أن يؤدي مهمته بنجاح ، ذلك هو الزفير.  فالزفير هو الذي يُخرِج ما انتهى دوره أو نفعه من مكانه حتى تتحرر مساحات وتصبح جاهزة لاستقبال الجديد عن طريق الشهيق.  تماما مثل ما يحدث مع المولود الجديد حين ينبّه الطبيب جهازه العصبي ليقوم بالزفير أولا لتنقية مسارات التنفّس حتى يشهق بأول أنفاسه وينضمّ للحياة.  ومن هنا يمكن أن نقول أن الزفير مفتاح الحياة.  فسهْل علينا أن ندرك ماذا يحدث لو أخذ الإنسان شهيقا وكتمه دون زفير.  ولكن ما هو أبعد من ذلك لو أخذنا المعنى المجازي للزفير ، فنتساءل ماذا لو أن السيدة الحامل لم تلد؟  أو نفكّرمن منطلق الزفير في المَثَل الذي يقول “اتّقِ شرّ الحليم إذا غضب”؟  وكيف كانت الحياة ستتطوّر لو لم يُخرج الإنسان أفكاره إلى حيّز التنفيذ؟  هذه هي أهمية الزفير.  مفتاح الحياة.

والزفير (أن يُخرج الإنسان ما انتهى دوره في حياته من أفكار ومعتقدات – والتي يمكن أن نسمّيها النفايات الطاقية) هو المحرّك بين عالم وعالم آخر ، من عالم الانعزالية مثلا إلى عالم المعيّة ، أو من عالم الثقل إلى عالم خفّة ، من عالم حزن إلى عالم بهجة ، من عالم مشقّة إلى عالم راحة ، من عالم الضغط والاحتباس إلى عالم السعة والانطلاق.  

ولكن علينا كذلك أن نتذكّر الشهيق ودوره الهام في حياتنا ، فهو المكمّل للتوازن.  فإذا كان الكلام زفيرا فالاستماع شهيق.  وإذا كان الزفير بداية فالشهيق استمرار واستكمال.  وإذا كان الزفير هو إطلاق ما انتهى دوره لأنه أصبح غير مفيد فالشهيق استقبال للجديد المفيد.

في دوائر العلوم الطاقية هناك أهمية كبيرة جدا للانتباه للتنفّس لأنه أول ما يختل خلال أي من الظروف أو الانفعالات ، واختلال التنفّس هو بداية البعد عن الصحة.  فتعالوا ننتبه لتنفّسنا زفيرا وشهيقا ، ونركّز على الزفير الكامل ، ثم نترك لأنفسنا العنان لكي يتمّ الشهيق المقابل لذلك الزفير بدون بذل مجهود لإدخاله.  أول ما سنلاحظه هو الاسترخاء الذي سينتابنا ، وسنلاحظ أيضا كيف سيَعْمَق شهيقنا من جراء ذاته.  فالحمد لله على نعمة الزفير هذه ، فهي فعلا مفتاح الحياة.

أشكركم لوجودكم معي اليوم ، وإلى اللقاء في مدونة جديدة.

السلام عليكم

المعلق:

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s