
بسم الله
أهلا بكم في “مدونة لام” لعرض فكرة بسيطة لها آثار عظيمة نستقيها من “زواج مِشْطيخ من فَأَرْنَسولَة”.
تعالوا معي نتذكّر “موزة” وما مرّت به في مدونة “المُزْتُقالَة والبُرْتُموزَة – رسالة من أعماق المرحلة الدراسية” ، ثم نرى هنا ما حدث لاثنين من أصدقائها – مِشْطيخ وفَأَرْنَسولَة.
تزوّج “مِشْطيخ” من “فَأَرْنَسولَة” ألف مبروك. ولكن لا عاشوا في تبات ولا نبات ، ولكن أهلهم الحمد لله أدّوا دورهم بنجاح وزوّجوهم في حفل بهيج.
ولكن … في حياتهما الزوجية ….
كل منهما يفتقر جزءا من ذاته فيبحث عنها.
كل منهما يتحرك كالإنسان الآلي ويقوم بما يعتقد أنها مسئولياته ويتحمّلها بثقل ، لأنه تعلّم منذ الصغر وتربّى على أن يحمل مسؤوليات الآخرين.
كل منهما يهرب من نفسه وبالتالي يهرب من البيت والأولاد.
كل منهما ينتظر من الآخر أن يبدأ.
كل منهما “مشغول”.
كل منهما يرى الحياة بعدسات مشوّشة.
كل منهما يرسم لوحة للحياة لا وجود لها إلا في خياله.
كل منهما انحصرفي فترة زمنية طفولية معينة وما نما منه إلا جسمه ، وما تقدم به إلا العمر.
كل منهما لا يفهم كثيرا من مفاهيم الحياة وخاصة مفهوم “التربية”
كل منهما يساهم في إنشاء جيل جديد من المُزْتُقالات والبُرْتُموزَات – فقاما معا بتربية “مِشْطَنوخَة” ، “شَطَرْفَنْس” ، “فَرْنوشَة” ، و”فراولة”. كما أنهما مستمران في مقارنة الأولاد بأقربائهم وأصدقائهم “كريمويان” ، “عَنْخوب” ، و”تَتْمَح”.
ولكن … الحمد لله … الحياة في تقدم …. أو هي كذلك؟
مربط الفرس أن نمو الإنسان له ثلاث مراحل. المرحلة الأولى من بداية الحمل إلى تقريبا ست أو سبع سنوات – مرحلة فهم وتعامل مع الحياة من خلال الشعور فقط. هل يوفّر الأهل راحة ، طمأنينة ، انسجام؟ أم توتر ، خوف ، انعزالية؟.
المرحلة الثانية من سن ست أو سبع سنوات إلى حوالي سن 13 أو 14 سنة – مرحلة فهم وتعامل مع الحياة من خلال الفكر والمنطق والتحليل إضافة إلى الشعور المصاحب لهم. يعني ذلك أن المطلوب في هذه المرحلة الثانية تقييم الشخص للأحداث الجارية والسابقة للاحتفاظ منها بالأفكار ذات الشعور الإيجابي المصاحب لها ، وتغيير الأفكار التي تعطي مشاعرا سلبية ، حتى تهدأ النفس وتستقرّ مع الشعور الإيجابي الجديد. هل يوفّر الأهل استماع ، مبادئ ، سند عند الخطأ؟ أم إهمال ، تسلّط ، إهانة؟).
المرحلة الثالثة من سن 13 أو 14 سنة إلى سن 21 سنة – مرحلة وضع حجر الأساس للمستقبل الذي يناسب الشخصية. فهل ستكون شخصية “مِشْطيخ”؟ أم شخصية مشمش أو بطيخ؟ هل ستكون شخصية “فَأَرْنَسولَة؟ أم شخصية فراولة أو أناناسة؟
نعود إلى “مِشطيخ” و”فَأَرْنَسولَة” ، لماذا تزوّجا؟ هدية في نظام الكون وفرصة جديدة لكي يتعرّف كلّ منهما على ما بداخله من خلال الآخر (فكل منهما مرآة للآخر في شيء أو أشياء). وكلما أدرك كل منهما أن بداخله هو نفْس الخصال التي تضايقه في الآخر بشكل من الأشكال أو بطريقة ما ، فسوف تهدأ النفوس رويدا رويدا ويبدأ كل منهما ببساطة بتغيير ذلك الشيء في نفسه. هكذا تبدأ الحياة تثلج صدر الطرفين إن شاء الله ، وتكون هناك فرصة لكي يعيشوا في تبات ونبات مع مرور الأيام بإذن الله تعالى.
هيا ندعو لهما بالتوفيق.
وأشكركم لوجودكم معي اليوم ، وإلى اللقاء في مدونة جديدة.
السلام عليكم