
بسم الله
أهلا بكم في “مدونة لام” لعرض فكرة بسيطة لها آثار عظيمة نكتشف من خلالها “مفاتيح العلاقات الاجتماعية الناجحة”.
في مدونة سابقة بعنوان “مهارة التعليم” (نوفمبر 2019) تناولت مهارة يحتاجها الأهل لمساعدة النشء في تخطي بعض من عقبة الخوف أو القلق من العلاقات الاجتماعية أو ما يسمى الرهاب الاجتماعي.
واليوم أتناول نفس الموضوع من جهة أخرى وهي الأساسيات التي تُبنى عليها العلاقات الاجتماعية والتي يفتقر النشء لبعضها مما يؤدي إلى ذلك الخوف وذلك القلق من الاجتماعيات. ولا يفيد في كثير من الأحيان أن نطلب من النشء زيادة الملاحظة لما يدور حولهم أو تحليل ما يرونه من تصرفات الآخرين الاجتماعية ، فالمخ في السن المبكّر – وفي بعض الأحيان فيما بعد أيضا – قد يفتقر التحليل المطلوب لفهم ما يرونه أو يلاحظونه فيحتاجون إلى مساعدة الكبار. ونوعية المساعدة التي يحتاجونها هي المهارة المطلوبة من الأهل والتي عرضتها في مدونة “مهارة التعليم” آنذاك.
انظروا إلى الصورة المصاحبة لهذه المدونة ، فهي تعرض 44 كلمة مكررة العديد من المرات إشارة إلى تكرار الاحتياج إليها في إقامة علاقات اجتماعية مختلفة ناجحة. مَن كان يتخيل أن كل كلمة من الكلمات الواردة في هذه الصورة البسيطة بحر من التفاصيل التي تلعب دورا مهما في الاجتماعيات؟ وهذه المهارات المفيدة هي :
التكيّف ، الاستيعاب ، الدمج وتوحيد الجهود والاندماج ، تقدير الشيء والعمل على الإضافة لقيمتة ، المساعدة ، التناغم والانسجام ، مزج توليفة معينة ، الجسارة وإقامة جسور ، الاشتراك والتعاون ، الجمع والضم ، القدرة على تشكيل مجموعة ، النقل والتبليغ والتواصل والتحادث ، الربط والاتصال ، المساهمة ، التعاون الميداني ، التنويع ، السرد والتطوّع والحثّ على الخدمة ، التوسيع والكلام بالتفصيل ، المدّ والبسط ، المساعدة على الإنجاز ، الشمل ، الترابط والتجانس ، النسج والمزج والتشبيك ، الانضمام والمشاركة داخل مجموعة أو مع مجموعة ، الزواج ، التفاوض والتداول والإنجاز ، التنظيم والإنشاء والتأسيس ، المشاركة والاشتراك والتقاسم ، التعاون والمشاركة والمساهمة ، الشروع في التواصل ، الأخذ في الاعتبار والمراعاة والاحترام والتحية والاهتمام والانتباه والملاحظة ، الارتباط والانتساب ورواية الحكايات ، الاحترام والإجلال والتقدير والإكبار ، الخدمة والنفع ، الالتزام بالحصص أثناء المشاركة ، الدعم والتأييد والمساندة والنجدة ، التركيب والتوليف والتصنيع ، اخذ جزء من العمل على العاتق ، الشكر ، التسامح والتساهل والاحتمال ، التفهّم والإدراك والاستنتاج والعطف ، الاتحاد والتضافر والتآلف والترابط ، الترحيب والاحتفاء ، التعامل مع طرف آخر إنسان كان أو حيوان أو جماد.
وأدعوكم قبل الحكم على هذا النشء بأنه فاشل أو غبيّ أن تتدبروا في ضخامة موضوع العلاقات الاجتماعية ، وكيف أن أيّا من هذه المهارات أو خطواتها المفصلة يمكن أن يصبح عقبة تمنع النجاح في التواصل أو إقامة علاقة اجتماعية.
والسبب الذي يدعوني لدعوتكم لهذا هو أنني أرى وأسمع ناسا يتعجبون من افتقار النشء للأساسيات واللبنات المطلوبة لتحقيق التواصل الاجتماعي الصحي الناجح. ثم يستنكرون تقوقع أولادهم عندما لا يجدوا الوسائل المُعِينة على تخطي هذه العقبات. وفي النهاية يستهزؤون بهم ويُقصونهم على أنهم فشلة أغبياء.
لقد توصلت حديثا إلى أربعة كتب في إقامة علاقات اجتماعية ، أعرض أسماءها هنا لتعم الفائدة إن شاء الله لمن يقرأ باللغة الإنجليزية. وأناشد دور النشر الذين يقومون بترجمة الكتب الأجنبية ونشرها بالعربية أن يضيفوا هذا الموضوع الهام إلى قائمة إصداراتهم العربية ، ليتسنى للمزيد من الآباء والأمهات مساعدة أبنائهم وبناتهم بما يحتاجون. والملاحظ أن هذه الكتب قد كُتِبَت لمساعدة المصابين بالتوحّد للاندماج في المجتمع لأن جميع المصابين بالتوحد منعزلون. ولهذا فهي تشمل العديد العديد من الجوانب والتفاصيل مما يجعلها مصدرا غنيّا بالمعلومات التي يمكن لأي شخص عادي أيضا أن يستفيد منها.
- Crafting Connections: Contemporary Applied Behavior Analysis for Enriching the Social Lives of Persons with Autism Spectrum Disorder
- The Conversation Train: A Visual Approach to Conversation for Children on the Autism Spectrum
- How to Talk with Friends: A Step-by-Step Social Skills Curriculum for Children with Autism.
- Unwritten Rules of Social Relationships: Decoding Social Mysteries Through the Unique Perspectives of Autism
ورجوعا إلى الصورة المصاحبة لهذه المدونة ، أرى أن بعض الذكور في المرحلة العمرية بين سن الثامنة والحادية عشرة قد يحتاجون إلى مَن يوجّههم بلطف وتمثيل لكيفية الشدّ على اليد أثناء المصافحة ، كجزء من تكوين الشخصية ورفع الثقة بالنفس ، وحتى لا تكون مصافحته مثل “الفرخة الدايخة”. واسمحوا لي أن أركّز على كلمة “يوجههم بلطف” رفقا بالأبناء.
أشكركم لوجودكم معي اليوم ، وإلى اللقاء في مدونة جديدة.
السلام عليكم