نشرت تحت تصنيف التطوير الذاتي

جُحا وشادية

بسم الله

أهلا بكم في “مدونة لام” لعرض فكرة بسيطة لها آثار عظيمة من “جُحا وشادية”.

جُحا وشادية

يُحكى عن جُحا أنه في ليلة من الليالي مرّ صديق له بالشارع الذي يسكن فيه هو ، ووجده يبحث بهمّة عن شيء تحت عامود النور الواقع أمام بيته ، فشاركه في البحث عن ذلك الشيء. وبعد طول بحث دون فائدة سأله الصديق “أين بالتحديد ضاع منك هذا الشيء؟”  وكان الرد العجيب “وقع منّي داخل البيت”. فسأله الصديق مندهشا “فلماذا نبحث خارج البيت هنا في الشارع؟”  فرد جُحا “لأن داخل البيت ظلام وهنا نور”. 

طُرفة لطيفة ذات مغزىً عميق!

وهي مبنيّة على منظومة فكرية شائعة في الجنس البشري : ابحث عما تفتقده في غير المكان الذي فُقِد فيه ، ولن تجده بالطبع ، ولكنك بالتأكيد تستحق التعاطف لأنك بذلت المجهود وحاولت. 

فإذا افتقدت اللطف أو السند ، فابحث عنه عند الآخرين ، واشكو أنهم لا يعطوك اللطف أو السند الذي تبحث عنه.

وإذا جار عليك الزمان وتشغل وظيفة لا توافق شغفك ومواهبك ، فابحث عمن يحس بك لتشكو إليه.

وإذا أحسست بصداع ، فألق اللوم على ساعات العمل أو ضجيج الأطفال أو زحمة الطريق.

وإذا كنت تعاني من تحسّس موسمي ، فألق اللوم على طبيعة ذلك الموسم من تغيّر جوّ أو تطاير حبوب لقاح.

كم هي منظومة فكرية مضلّلة!

يجدر بنا أن نستمع إلى صديق جُحا عندما يشير بسؤاله عن المكان المنطقي للبحث عن الشيء المفقود.  حيث فُقِد ، داخل البيت.  وسوف يكون هناك من يقول “وماذا عن الظلام؟  كيف نبحث عن شيء في الظلام؟”

للإجابة على هذا السؤال نتذكّر أغنية الممثلة شادية وهي تغنّي في فيلم (وداع في الفجر) : “دوّر عليه تِلقاه ، دوّر عليه دوّر.  ياللّي عينيك شايفاه ، وبرضُه بتدوّر.”

فإذا كانت العين ترى ، فهناك نور لا محالة.  وإن كان النور المتاح لا يكفي للرؤية ، فأنِر المكان لنفسك بنفسك.

ثم لنتبه لمعنى “ياللي عينيك شايفاه ، وبرضُه بتدوّر” إشارة إلى أن العقل لم يترجم ما تراه العين إلى فكرة يمكن بها أن يتغيّر الإحساس.

فكُنْ صديقا لنفسك كصديق جُحا وتساءل “هل أبحث في المكان الصحيح؟” ثم وجّه نفسك للبحث في المكان الصحيح.  واستمع لشادية ورَ (فعل الأمر من رأى/يرى) النور في داخلك واستهد به.  واستمع لنفسك ، تجد الرد على كل تساؤل ، تجد حلّا لكل معضلة ، تجد كل ما تحتاج إليه – داخلك.

شكرا جُحا (وصديقه) وشكرا شادية (ومؤلف كلمات الأغنية السيد فتحي قورة) ، أثريتم المجتمع بما فيه الخير إن شاء الله.  وأشكركم أنتم لوجودكم معي اليوم ، وإلى اللقاء في مدونة جديدة.

السلام عليكم

المعلق:

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s