نشرت تحت تصنيف التطوير الذاتي

حِسبة بسيطة

بسم الله

أهلا بكم في “مدونة لام” لعرض فكرة بسيطة لها آثار عظيمة نتعرف من خلالها على “حسبة بسيطة”.

حِسبة بسيطة

نعرف من المشاهدة والمنطق المعقول كيف أن ما تم بناؤه يمكن أن ينهدم بسهولة ، ذلك لأن الهدم أسهل وأبسط من البناء.  كما نعلم أن بناء أي شيء سوف يستلزم وقتا ومجهودا ومداومة وصبرا.  وهذا ما نحتاج أن ندركه عند التعامل مع بناء العقل أو بناء الصحة.

فلَبِنات عمل العقل واستخدامه يُولَد بها الطفل ويبدأ في تفعيلها في سن السابعة تقريبا.  ويستمر في التدريب الذاتي على تنمية مهاراته الفكرية وقدراته العقلية بالتحليل البسيط والترتيب والمنطق حتى سن البلوغ عندما يتقن أساسياتها.  خلال هذه المدة يحتاج من البالغين المحيطين به الصبر على أخطائه والحكمة في استيعابها ومساعدته على تصحيحها دون لوم أو عنف أو استهزاء ، لأن الإتقان والتمرس يتمّان بالتكرار والتدريب أي يستهلكان من الوقت ما يطول أو يقصر ، ويستهلكان من المجهود ما يجب أن يُمتدَح الشخص على بذله.

أما بناء الصحة فهو مختلف بعض الشيء.  ذلك لأن الصحة تتدهور وتسوء مع الوقت من جراء عوامل كثيرة – منها النفسي الداخلي ومنها البيئي الخارجي – فتستلزم إعادة البناء مرة أخرى.  لذا فإن وقت إعادة بناء الصحة وجب الصبر مع ملاحظة بشائر التحسن ، أي وجب إدراك أن التغيير إلى الأحسن سوف يستهلك من الوقت ما يطول أو يقصر وسوف يستهلك من المجهود ما يجب أن يُمتدح الشخص على بذله.

صرحت سيدة كانت تعاني من متلازمة الإرهاق المزمن في الوقت الذي كانت هذه الحالة في بداية اكتشاف الدوائر الطبية لتفاصيلها.  فاتجهت إلى المعالجة بالطب التكميلي بحثا عن تحسن فيما تعاني منه من أعراض.  واهتدت إلى التداوي بالأعشاب الصينية.  وحيث إن اللغة الصينية لم تكن من اللغات التي تتكلم بها ، فقد تعذر عليها الحصول على معلومات من الطبيب الصيني لتبني عليها توقعات مستقبلية.  كل ما كانت تعرفه أن التداوي بالأعشاب أو بالغذاء مثله مثل الوسائل التكميلية الأخرى يوازن الاختلالات المتعددة داخل الجسم التي تسبب الأعراض مباشرة أو تكون مصاحبة لها ومساهمة في استمرارها.  ففكرت في حسبة بسيطة تساعد بها نفسها في الصبر وملاحظة التطورات والتركيز على التحسن.  فقالت: لكل عشر سنوات من التدهور في صحتي ، سوف أُفرِد سنة كاملة أصبر فيها وألاحظ التحسن دون أن أشكو أو أملّ.  وما خاب منطقها.  في غضون أربع سنوات أصبحت في حال غير الحال – نشاط وحيوية وانطلاق بفضل الله.

هكذا يكون التعامل مع البناء وإعادة البناء ، وهكذا يكون التعامل مع كل شيء ثمين – وقت ومجهود ومداومة وصبر.

أشكركم لوجودكم معنا اليوم ، وإلى اللقاء في مدونة جديدة.

السلام عليكم

المعلق:

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s