بسم الله
أهلا بكم في “مدونة لام” لعرض فكرة بسيطة لها آثار عظيمة نتعرف من خلالها على “حلّال العُقَد”.
خلُصنا في مدونة “عشرتاشر” السابقة إلى أن سنة عشرين عشرين تنبهنا إلى ضرورة اتخاذ اللازم لحل تراكمات المراحل المنتهية من حياتنا قبل أن تشتد وتقوى وتصبح “عقدة” تعوق تقدمنا في المرحلة الجديدة. كما خلُصنا إلى أن حل تلك العُقَد يكون من خلال خلق ملفات جديدة تُخرجنا من الحلقات الانفعالية المفرغة.
إن أساس حل العُقَد هو إدراك الشعور المصاحب للفكرة التي تطرأ على الذهن ، أي أننا إذا أدركنا شعورا مزعجا ، فهو نتيجة فكرة تزعجنا. أعد صياغة الفكرة ، أي عبّر عن الفكرة بأسلوب مختلف ، يتغيّر الشعور.
أما استخدام الخيال في حل العُقَد فأساسه تغيير في تفاصيل ما يطرأ على الخيال لأن هذه التفاصيل هي التي ترتبط بالشعور ، والعقل الباطن يعرف معنى هذا الارتباط. غيّر التفاصيل يتغيّر الشعور.
واليوم إن شاء الله نُفَعِّل الخيال كوسيلة من وسائل حلّ العُقَد”.
ولكن قبل أن نبدأ في رحلتنا مع العُقَد جهز نفسك – إن أردت – لكتابة أية أفكار تتجلى خلال جلستك الخيالية. فيمكنك خلال الخيال أن تفتح عينيك قليلا وتكتب شيئا ثم تغمض عينيك وتستأنف الخيال.
فلنبدأ ..
تخيل عقدة العشرة (عندما كان عمرك عشر سنوات) وحدد مواصفات العقدة – حجمها (كبير / صغير) ، ألوانها ، إحساسها (دافئ / بارد) ، فيها حركة أم لا ، هل هناك أصوات …. وغيّر في أي من هذه التفاصيل بِما تحب وتستريح له. وكلما تغيّرَت أي من التفاصيل قل لنفسك : هكذا أفضل.
وتخيل عقدة العشرة بالمواصفات الجديدة المريحة واسأل نفسك : ما الموجود في هذه العقدة قد انتهى دوره في حياتي؟ واترك خيالك يوجّهك إليها. امسك مسّاحة وامسح هذه الأجزاء من العقدة. اسأل نفسك مرة ثانية : هل هناك شيء آخر انتهى دوره في حياتي؟ وامسحه أيضا. ثم انتبه إلى أن العقدة لم تعد عقدة ، بل شيء آخر أقل تعقيدا ، المهم أنك أصبحت تشعر براحة واطمئنان وتمام أكثر من الأول.
أيضا تخيّل عقدة العشرة في شكلها الجديد الذي وصلت إليه في المثال السابق ، وانتبه لأي جزء معين فيها واسأل نفسك : ماذا أستطيع أن أتعلم عن نفسي من هذا الجزء؟ وانتظر لحظة أو لحظتين وستتبادر لك الإجابة. فإذا أعجبتك الإجابة استمتع بالإحساس الجميل. وإذا ساءتك الإجابة فهدئ نفسك وطمئنها أنك تستطيع أن تتعلم ما يفيد في تحسين ذلك الشيء ، واثبت على إحساس العزم فهو أيضا إحساس جميل.
كذلك يمكنك أن تسأل نفسك : ماذا أحتاج أن أضيفه إلى حياتي حتى ينحلّ هذا الجزء من العقدة؟ وانتظر لحظة أو لحظتين وستتبادر لك الإجابة. واعقد العزم على أن تتخذ اللازم للتنفيذ.
أما وقد استفدنا من الأمثلة السابقة ، فاحتمال أن تتخيل العقدة وقد تحولت إلى بكرة خيط ملفوفة لفا سليما كما نراها في المحلات التجارية أصبح واردا في خيالك ، وهو تعبير عن الملفات الإيجابية المفيدة المنظَّمة الموجودة في مخازنك النفسية لبناء المرحلة الجديدة في الحياة. فإذا سعيت إلى تخيل هذه الصورة – أو صورة أخرى تعبر عن نفس المضمون – ولم تثبت معك ، فتستطيع أن تعيد تنفيذ أي من الأمثلة السابقة حيث ما زال في العقدة فوائد لم تحصل عليها بعد.
هذه بعض الأمثلة لاستخدام الخيال استخداما مفيدا. ولكن لماذا تناولنا عقدة العشرة؟ لأنها أول عقدة بُنيَت عليها بقية الحياة ، وكان لمحتواها أهمية وفائدة في تلك الفترة من الحياة ، وانتهت فائدتها ولكن لم يتم التخلص مما فيها أو التعلم منها. لقد آن الأوان الآن. بقي أن أشير إلى أنك تستطيع أن تبدأ بأية عقدة زمنية إذا أردت ، وأن تستخدم أية مهارات خيالية تعلمتها من أي مصدر ، وأن تراجع شكل العقدة من حين لآخر لتُكمل فكّ العُقَد كلما يخطر على بالك. المهم أن تتذكر أن العُقَد لم تتكوّن بين يوم وليلة ، ولذلك إذا تفكّكَت بسهولة فهنيئا لك ، وإذا احتاجت أكثر من جلسة مع نفسك فلا بأس. فالصبر طيب ، والتقدم مضمون بإذن الله تعالى بشهادة كل من استخدم الخيال “حلال العقد” استخداما جيدا.
أشكركم لاهتمامكم ، وإلى اللقاء في مدونة جديدة.
السلام عليكم
استاذه ممتنه لج دائما انهل من علمك و لازلت حتى اليوم انهل من النهر الجاري من علمك اغرف منه بنهم وحب منذ ما عرفتك وانا جدا سعيده و فرحه بهذه الإنساني لغزارة فكرها و طريقه طرحها الى ارغب ان يكن لي نفس علمك وطرحك احبك من كل قلبي و المدونة اليوم جدا رائعه و جميله ونفيده أثرت عقلي و خيالي من محبه لك ممتنه ووفقك الله لما يحب و يرضى
إعجابإعجاب
شكرا لك على كلامك الجميل وتشجيعك لما أقدمه فدائما يسعدني استفادة الآخرين ويثلج صدري. أسعدك الله ووفقك لكل ما تسعين إليه. تحياتي
إعجابإعجاب