بسم الله
أهلا بكم في “مدونة لام” حيث نعرض فكرة بسيطة لها آثار عظيمة ، وهي اليوم فكرة “العطس يطالب بالتغيير”.
كلنا نعطس ، وغالبا ما نعطس إما لوجود دخيل يسبب دور البرد أو الانفلونزا ، أو نعطس لتحسسنا من شيء معين ، أو نعطس عطسة عارضة لسبب عارض.
والعطس مستويات. هناك العطسة البسيطة التي تطرد الشيء العارض الذي يحاول الدخول علينا ، وهناك العطسة الأقوى التي تحتاج أن تطرد الدخيل الذي تمكّن منّا ، وهناك العطسة الجبارة التي نأخذ لها نفسا عميقا يصل إلى أعمق الأعماق ثم نطلقه طلقة مدوية كالرصاصة المسوّمة تنتزع معها الشيء المزعج الذي كان بداخلنا ، ثم نرتاح.
فما الذي كان بداخلنا يزعجنا إلى هذا الحد حتى نطرده شر طردة هكذا؟ الإجابة : هي فكرة أرّقتني سنوات وسنوات وأدت إلى ما أنا عليه اليوم من انزعاج يقتضي هذا التصرف الحاد.
فالأفكار أيضا مستويات. هناك أفكار بسيطة تكونت عندي مع انطلاقي في حياتي اليومية ، وهذه سهلة التغيير عندما أجد دلائل تنفي صحتها فأغيّرها ببساطة. ثم هناك بعض أفكار ومعتقدات الأهل والسلف التي أحملها في أعماقي والتي تقف حجر عثرة في طريق تقدمي في حياتي بناء على طاقتي ورؤيتي واحتياجاتي ، وهي أفكار لم أقف لها وقفة من قبل لتقييم مدى نفعها لنفسي وللزمن الذي أعيش فيه رغم انزعاجي من آثارها. وأخيرا هناك أفكاري ومعتقداتي المغلوطة عن المفاهيم المختلفة أي فهمي الخاطئ لمعاني الكلمات التي تبني أفكاري ، والتي بَنَيْت عليها مسيرة حياتي وأعاني بسببها بدون وعي.
فالحمد لله على نعمة العطس التي تنبهني ببساطة إلى أن هناك فكرة تحتاج لتغيير.
لذا عندما تعطس اسأل نفسك ، ما هي الفكرة التي أسعى لإخراجها من دائرة تفكيري ؟ من معتقداتي؟ من كياني؟ انتظر لحظة وسوف تجيب عليك نفسك – بفكرة تخطر على بالك أو كلمة تسمعها في أذنك أو صورة تراها بالبصيرة. الخطوة التالية أن تسأل نفسك : فما الخطأ في هذه الفكرة ؟ أو : ما الأصح ، كيف أفكر في الموضوع ؟ وسوف تجيبك نفسك مرة أخرى بما يتناسب مع خيالك.
فماذا لو لم أجد إجابة على تساؤلي؟ الاستماع إلى النفس وهي تجيب يحتاج إلى تدريب مع بعض الناس. وهذه الآلية أيضا تحتاج إلى تمرين للوصول إلى مربط الفرس. المهم أن نبدأ ، يرحمكم الله.
شكرا لوجودكم معنا اليوم ، وإلى اللقاء في مدونة جديدة.
السلام عليكم