نشرت تحت تصنيف عام

المُزتُقالة والبُرتُموزة – رسالة من أعماق المرحلة الدراسية

بسم الله

أهلا بكم في “مدونة لام” لعرض فكرة بسيطة لها آثار عظيمة ونحن نقرأ معا رسالة من أعماق المرحلة الدراسية عن “المزتُقالة والبُرتُموزة”.

المُزتقالة والبُرتُموزة

حبيبي بابا ، حبيبتي ماما

أرسل لكما حبي وتقديري لما تقدمانه لي من حب ورعاية واهتمام.

أعرفكم بنفسي.  أنا فاكهة جميلة طويلة ممشوقة القوام ،  صفراء أسر الناظرين. رائحتي مميزة وطعمي فريد. رقيقة الكيان يعرفونني باسم الموزة.

دخلت إلى هذه الحياة بقَدَري هذا وبدأت أستكشف امكانياتي وقدراتي في كَنَفِكُم وحمايتكم.  ولكني للأسف وجدت رفضا منكما لكياني وجمالي.  وجدتكما تنتظران مني أن أكون برتقالة – جميلة أيضا – ولكنها قصيرة مستديرة ، مزيج من اللونين الأصفر والأحمر الذي لا أعرف عنه شيئا.  فأنا أميل إلى اللون الأخضر قبل أن تصفرّ بشرتي ، والبرتقال فيه حمرة ليس لها توصيف عندي.  ولأني أحبكما حبا عميقا وجدت نفسي تحركني ألا أقف ممشوقة القوام رافعة الرأس ، واتجهت إلى التخلي عن خضاري أحاول أن أضفي عليه ما أعتقد أنه ما يقولون عليه حُمرة.  فهل نجحت؟ 

وجدتكما والآخرون من حولي تضغطون عليّ كما تضغطون على البرتقال لكي تحصلوا على عصيره ، فإذا بجسدي يصاب برضوض ترونها فتستنكرونها وتحاولون إزالتها من جسدي لشكلها الكريه.  ليس في مقدوري أن أعطيكم عصيرا ولكني أستطيع أن أشارك البرتقال في صحن لذيذ ، فنتعاون نحن الاثنان – كل بطعمه وميزته – في تقديم تجربة فريدة لمن يريد أن يتذوقنا معا ويقدر كل منا على حاله.

حاولت منذ وجدت تفضيلكما للبرتقال أن أحقق لكما ما أردتما ، فها هي نتيجة مجهوداتي ومحاولاتي أعرضها عليكما حتى لا تتهمانني بأنني لا أفعل شيئا في حياتي.  فأنتما لا ترون طموحي وهو أن أكون عند حسن ظنكما.  أليس هذا طموحا جديرا بالتحقيق؟

جرّبت أن أكون “مُزتقالة” ولكنني لم أعرف كيف أكون “قالة”   

جربت أن أكون “بُرتُموزة” ولكنني لم أعرف ما هي ال”بُرتُ”

جربت أن أكون “بُمورتُقازة” فبدأت أتشوش وأرتبك

وعندما جربت أن أكون “موبُزتُمولة” ثم “مُرتُزاقة” بدأت أشعر بالخوف من ضياع كياني

أما عندما جربت أن أكون “زُرتُماقة” ثم ” قُمتُزالة” ثم “لُمتُقازة” طفح الكيل.

أدركت أنني قد فشلت فشلا ذريعا في تحقيق طموحي هذا : أن أكون كيفما تريدانني.  يا للهول! لقد ضيّعْتُ كياني الذي لا أدري إن كنت أعرفه بعد هذا العمر الطويل أم لا.  ولكني بحاجة إلى اكتشافه من جديد.  عذرا ، فسوف أمشق قوامي وأرفع رأسي وأُظهِر خضاري وصفاري وأدعو ألا يُرَكّز الآخرون على البقع السوداء التي تشير إلى ما مررت فيه من صعوبات.  كذلك سوف أسعى لاكتشاف رائحتي المميزة وطعمي الفريد من جديد وأدعو الله أن تستطيعا التغاضي عن الضرر الذي لحق بي وأنا مُزتقالة وبُرتُموزة أو أي من الشخصيات الأخرى التي حاولت تقمُّصها عبر السنين ، وتريان ميّزاتي ليس فقط عيوبي ، وتقدرونني على حالي وأنا أعيش وأحيا على فطرتي : “موزة”.

والدَيَّ الأحباء أحبكما وأسعد بحبكما.

أنا عنصر فريد في سلة فواكه الأسرة ، وأنا في احتياج شديد لكما. أنتما سندي وأنا أتعلم وأصقل المهارات المختلفة في الحياة بما يتناسب مع كياني الموزي حتى أستطيع أن أتحرك – إن شاء الله بنجاح – في رحلة حياتي وأحقق لنفسي وغيري راحة وسعادة.  ولعل تجربتي هذه ومساندتكما لي وأنا أسترجع نفسي وأبنيها من جديد تلهمان زملائي وزميلاتي أفوكرايزو ومِشطيخ وفَأَرناسولة في استعادة أنفسهم أيضا.

ادعوا لي بالتوفيق!

إمضاء

موزة  

أشكركم لوجودكم معنا اليوم ، وإلى اللقاء في مدونة جديدة.

المعلق:

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s