بسم الله
أهلا بكم في “مدونة لام” لعرض فكرة بسيطة لها آثار عظيمة هي “شعار اليوم”.
وأنا أدرس في البرمجة من عدد من السنين ناقشنا أسلوبا بسيطا جدا لتغيير الحالة المزاجية للأحسن خلال النهار بالكامل من خلال التركيز على ما سميناه حينئذ “شعار اليوم”. وكانت الفكرة أن يحضّر الشخص قائمة تحوي كل ما يحب ويرتاح له. ثم يقوم كل صباح عند استيقاظه بالاطّلاع على هذه القائمة ويعيش يومه من خلال البند المدرج في ترتيب القائمة.
فمثلا: كانت قائمة إحدى السيدات تحتوي على:
- فنجان قهوة الصباح
- اللون الأزرق
- شاطئ البحر
- الأشياء الدائرية
- براءة مولود
- ابتسامة أمي
- رائحة الفل
- صوت العصافير في الحديقة
- ملمس الحرير
وعلقت السيدة على قائمتها فقالت : يسهل عليّ فهم مدلول اللون الأزرق : فكلما أرى اللون الأزرق في أي شيء كبير أو صغير – مثل السماء ، أو زر قميص ، أو لون شعار منتج في السوبرماركت – سوف أشعر بالشعور الجميل المريح. لكن كيف أعيش يومي من خلال فنجان قهوة الصباح؟ هل يُعقَل أن أشرب قهوة طوال النهار؟ ابتسمْت للفكرة ، لكن لأ. ليست الفكرة هكذا. تكمن الفكرة في كيف أستطيع خلال النهار أن أحصل على نفس الشعور الذي أحصل عليه من فنجان قهوة الصباح. فأي شيء لونه بني مثلا يمكن أن يذكرني بفنجان قهوة الصباح ويعطيني الإحساس الجميل المريح ذاته. أو كلما رأيت فنجانا ، أو أي سائل ساخن ، أو عندما أجلس في كرسي مريح ، سوف أتذكر فنجان قهوة الصباح وأستشعر نفس الإحساس الجميل المريح.
أي باختصار أتمعّن كل يوم في بند ذلك اليوم في القائمة وأحدد كيف يمكن أن أتذكر الشعور المرتبط بالبند المعني. هذه هي البرمجة ، أن أقول لنفسي : كلما أرى (……… ) سأتذكر (………) وسأشعر بالشعور الجميل المريح الملازم له.
فهمَت السيدة الفكرة ثم قالت: ما رأيكم يوم البند الخامس أعيش ببراءة المولود؟ قلت: فكرة عظيمة. كيف؟ قالت: أعتني بنفسي. أستريح وقتما أحتاج ، آكل فقط عندما أجوع ، أسعى أن أكون مع من استريح معه ، أترك أحداث اليوم تمر ببساطة بدون انفعال ، مثلا. وكلما أفعل أي من هذه الأشياء أتذكر ذلك البند في قائمتي وأستمتع بالشعور الجميل الذي يصاحب فكرة براءة مولود جديد.
ممتاز. وملمس الحرير؟ سهلة. يمكنني أن أسأل نفسي في أي موقف: كيف أضيف ملمس الحرير لهذا الموقف؟ فمثلا: إذا أحسست بملل أسأل نفسي ما الذي يمكنني أن أفعله يعطيني شعور ملمس الحرير؟ أو لو كنت متأزمة في أي موقف يمكنني أن أتخيل ملمس الحرير فأهدأ بعض الشيء حتى أستطيع أن أتصرف بحكمة أكثر.
وهكذا. يصبح كل بند من القائمة شعارا أُدخِله على يومي فيساعدني أن أعيش بشعور طيب مريح أكثر وأكثر مع مرور الأيام.
فماذا يمكن أن يكون “شعار اليوم” بالنسبة لكم؟
شكرا لوجودكم معنا اليوم ، وإلى اللقاء في مدونة جديدة.