بسم الله
أهلا بكم في “مدونة لام” نعرض من خلالها مهارة بسيطة لها آثار عظيمة هي “مهارة التعليم”.
يقول أفرد الجيل الذي ولد في منتصف القرن الماضي : من كان يتخيل أن للتعليم مهارات؟ نشأنا نتعلم من الحياة بمرور الأيام ، ولم يقعد معنا أحد لتعليمنا شيئا محددا. لكن الواقع أن للتعليم مهارات ينفذها البعض دون تفكير لأنهم يدركونها فطريا ، وينفذ البعض الآخر عكسها لأنهم لا يدركونها. فما هي أهم مهارات التعليم؟
أولا : الإدراك أن الجهل بالشيء أمر عادي وطبيعي لا عيب فيه ، وبالتالي معاملة الجاهل معاملة طيبة دون تهكم أو استهزاء.
ثانيا : تقسيم الشيء المراد تعليمه إلى أجزاء. وهي خطوة قد تبدو من البساطة والبديهة حيث يعتقد البعض أنها لا لزوم لها. إلا أن الحياة مليئة بالشخصيات المختلفة ، وهناك شخصيات تحتاج إلى هذه التفاصيل حتى تشعر بالأمان والراحة مع كل خطوة وتستطيع الانتقال من خطوة إلى أخرى حسب استعدادها.
فلنأخذ المثال التالي لتوضيح الفكرة:
اشتكت إحدى السيدات أن ابنتها كانت تنعزل ولا تتعامل مع زميلاتها في المدرسة وهي الآن في مرحلة الانتقال إلى الجامعة وتخاف الأم من تكرار الانعزال. وعندما سُئلت عما تعتقد أنه السبب قالت أن البنت خجولة. وأضافت أنها نصحتها كثيرا بتكوين صداقات حتى لا تنعزل.
جميل جدا أن تنصح الأم ابنتها ألا تنعزل ، إلا أن نصيحتها تخلو من أية فائدة يمكن للبنت أن تستفيد منها. فخجل البنت يعني بالضرورة افتقارها لمهارات التواصل مع الغير.
فهيا نعلمها كيف تتعارف : فنقول لها عن مهارات التعارف :
الخطوة الأولى : إذا مررت بإحدى الطالبات ابتسمي لها واستمري في طريقك.
الخطوة الثانية : عندما تمرين بهذه الطالبة ابتسمي وقولي صباح الخير واستمري في طريقك.
الخطوة الثالثة : عندما تمرين بهذه الطالبة ابتسمي وقولي صباح الخير كيف حالك واستمري في طريقك.
الخطوة الرابعة : إذا أردت تبادل الحديث معها أبطئي من مشيتك عندما تقتربين منها وانت مبتسمة وقولي صباح الخير كيف حالك. هذه إشارة منك أنك تدعينها للوقوف وتبادل الحديث. فإذا وقفَتْ :
أولا : عرّفي نفسك : أنا فلانة (سوف تعرّف نفسها بالمقابل)
ثانيا : كرري “كيف حالك” (سوف ترد)
ثالثا : اسألي سؤال مثل : في أية شعبة أنت؟ (سوف ترد ، وقد تسألك نفس السؤال ، ردي عليها)
رابعا : إذا كنتِ مرتاحة للدخول في حوار كان بها. إذا لم تكوني مرتاحة بعد قولي : أنا في طريقي إلى المكان الفِلاني …… إراك في وقت لاحق إن شاء الله ، وارحلي.
هذه الخطوات على تفصيلها تعطي الفرصة لمثل هذه الخجولة لأن تشعر بالأمان والراحة مع كل خطوة وتقرر الانتقال من خطوة إلى أخرى حسب استعدادها.
نرجع إلى مهارات التعليم.
المهارة الثالثة : أن نعطي الفرصة للتجربة والخطأ دون نقد أو لوم ، وهو أمر في غاية الأهمية. فالمُستجِدّ في أمر ما يحتاج إلى تمرين في المهارة المعيّنة حتى يتمكن منها ، وهذا يتطلب تكرار مستمر وتعلم من الأخطاء بالتدريج ، يا حبذا بدون ما يشعر الشخص بأنه مهدد بالنقد أو اللوم.
رابعا : المديح الإيجابي أثناء مرحلة التجربة والخطأ. والمديح المفيد يكون بوصف الفعل المحمود حتى ينتبه إليه الفاعل ويكرر ذلك الفعل. فمثلا في المثال السابق : رأيتك تمشين ورأسك مرفوعة ما شاء الله رائع.
مدرسة الحياة التي نعيش فيها مليئة بالفرص الفريدة لتعلم مهارات مهمة للنجاح في هذه الحياة. ومعوقات هذا التعلم تنشأ غالبا من المحيطين بالشخص لافتقارهم للمهارات الأربعة السابقة. فلنساعد الأجيال القادمة بتعلمها نحن وإتقانها وتنفيذها مع من يحتاجها لما لها من فوائد بناءة في علاقات اجتماعية ناحجة إن شاء الله.
شكرا لوجودكم معنا ، وإلى اللقاء في مدونة جديدة.
السلام عليكم
كلام جميل وطيب… لقد وشاركت علي Facebook 👍👍
إعجابLiked by 1 person